الكفاءات الأجنبية تزاحم الأطر المغربية على مناصب الشغل
في
انتظار إعداد و تبني قانون خاص يتعلق بعمل الأجانب بالتراب المغربي كشف
وزير التشغيل و التكوين المهني بمجلس النواب أن 5860 رخصة عمل قد تم منحها
من طرف الوكالة الوطنية لانعاش التشغيل و الكفاءات لفائدة مواطنين أجانب
(3700 منها مجددة)
.
تبرير
الوزير الوصي على قطاع التشغيل لتفاقم ظاهرة جلب أجانب لشغل مناصب عمل
بقطاعات حساسة كقطاع الاتصالات والتقنيات الحديثة والمؤسسات السياحية
والبنكية و الذي مفاده أن الرخص تهم مجالات تفتقر لوجود كفاءات مغربية لشغل
نفس الوظائف و المهام ،التي يترشح لها الأجانب تثير أكثر من تساؤل و علامة
إستفهام حول التسويغات التي تدفع بعض المؤسسات والمقاولات العاملة بالقطاع
الخاص المغربي و خاصة منها الشركات المتعددة الجنسية التي يفوت لها تدبير
العديد من المرافق الاجتماعية الى جلب كفاءات من بلدانها الأصلية و تمكينهم
من رواتب خيالية و حوافز مادية و معنوية تسيل اللعاب في الوقت الذي تتوفر
فيه سوق الشغل بالمملكة على مئات الأطر المغربية التي لا تقل كفاءة و قدرة
على القيام بنفس الوظائف والمهام المخولة للأطر الأجنبية التي تحصل رواتبها
من المال العام المغربي الذي يضخ في أرصدة و حسابات هذه المقاولات العاملة
فوق التراب المغربي و التي تحصل مداخيلها من جيوب المغاربة أو من خزينة
الدولة.
نموذج
شركات التدبير المفوض بالمدن المغربية الكبرى في قطاعات توزيع الكهرباء و
الماء و غيرها من الأنشطة التجارية التي تحوز بموجبها مقاولات أجنبية على
صفقات مجزية لانجاز أو تدبير مشاريع مدرة للدخل بمختلف مناطق المغرب و في
المقابل تتعامل باستصغار و تبخيس غير مبرر و غير مقبول مع الكفاءات
المغربية الشابة المتوفرة على شهادات عليا في مختلف التخصصات هو واقع يتطلب
تقنين هذا المجال الذي يشكل نزيفا هاما للعملة الأجنبية كما أنه يتصرف
بسلوك الاستعلاء و الوصاية مع الأطر المغربية التي أثبتث جدارتها و تفوقها
وطنيا و دوليا في العديد من المواقع الحساسة.
يمكن
أن نتفهم حاجة الاقتصاد الفرنسي أو الاسباني للأطر المغربية الحاملة
للشهادات العليا لتسهم في مجهود تنمية هذه الأقطار و حاجتها المتزايدة
للكفاءات الكفيلة بتغطية جاجيات الشغل لكن لا يمكن أن نستسيغ أن تقوم شركات
أجنبية تنشط فوق التراب الوطني و تحقق فائض قيمة حساباتها وأرصدتها من
مساهمات المغاربة و من جيوبهم وخزينتهم لتتنكر في المقابل لأدمغتهم و أطرهم
و خريجي معاهدهم و جامعاتهم بمبرر سخيف مفاده غياب الكفاءات الوطنية.
التبرير
الذي قدمه السيد عبد الواحد سهيل لنواب الأمة بعد طرحهم لهذه الاشكالية لا
يستقيم لمنطق عاقل، و يكرس منطق التبعية الاقتصادية و الاجتماعية الذي ما
زال مسؤولو المقاولات الأجنبية المقيمة بالمملكة يتمسكون به، و الذي يحيل
الى تبعات فترة الجماية التي ولت غير مأسوف عليها قبل أزيد من نصف قرن ،
فلا يمكن و الحال هذه أن يسمح مسؤولو حكومة المغرب المستقل بقرارره و
بمؤسساته لأحد كيف كان موقعه و خلفيته التجارية في النسيج الاقتصاد الوطني
أن يمنح للمغاربة مجرد الانطباع بأنهم ما زالوا تحت طائلة أي نوع من أشكال
الوصاية بمختلف تسمياتها و أغراضها.
0 commentaires:
إرسال تعليق